عمر سليمان… من مغني أعراس في سوريا إلى أهم فنان عربي يغزو أوروبا



مؤيد أبازيد: القدس العربي
يواصل «عمر سليمان» مغني الأعراس والنوادي الليلية السوري انتشاره في أوروبا، منذ أن أقحمه منظمو احتفال نوبل للسلام في مدينة أوسلو النرويجية نهاية 2013 للغناء إلى جانب مغنين عالميين.
ليس من المألوف أن ينسجم الأوروبيون مع أنغام الدبكة السورية، ولا أن يشدّهم إيقاعها، لكن عمر سليمان استطاع أن يحدث ما يشبه غزواً ثقافياً لا يظهر أثره إلا في الحفلات، التي يقيمها في أوروبا، خاصة أن الشباب الأوروبي ينتظر بحماسة حفلة سليمان ويملأ المدرجات ويرقص ويقفز معه لساعات.
عمر سليمان، والذي يكاد لا يستطع الكتابة، هو خريج النوادي الليلة في دمشق، وحفلات الأعراس في منطقته، التي ولد فيها رأس العين في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، تتزاحم عليه هذه الأيام العواصم الأوروبية لتنظيم حفلات له، ومع تصاعد نجمه بين الأوروبيين تتراكض وسائل الإعلام لتقديمه كواجهة للفن العربي وخاصة السوري.
يقول الصحافي السوري محمد حمادي، وهو من متابعي عمر سليمان بقصد معرفة تبعات انتشاره، إن «ظاهرة سليمان، والتي تنتشر بسرعة كبيرة خاصة بين الأوروبيين، يعود لجهل تلك الفئات بالفن السوري والعربي».
وتابع حمادي في حديث مع «القدس العربي»: «لا شك أن ظاهرة سليمان وانتشارها تعود لأسباب عدة، منها نوع الفن المختلف والجديد للشباب الأوروبي مع ترويـج مقصـود من كبـريـات المحطـات والإذاعـات في القارة وهـو ما جعـل نجـمهُ يسـطع في كـل مكـان».
وبحسب حمادي فإن «سليمان وظاهرته الفنية المدعومة من قبل الإعلام الغربي شكلت دفعاً صريحاً لتشويه تراث سوريا بشكل خاص والمنطقة بشكل عام».
من جهته يعلق الصحافي حسين الزعبي والمقيم في فرنسا: «سليمان لا يمثل ظاهرة فنية بقدر ما يمثل حالة كوميدية، ويبدو أن السوريين بحاجة لبعض الضحك مع غياب الفرح منذ سنوات».
وأضاف للـ «القـدس العـربي»: «يبدو أن سليمان أجاد اسـتخدام وسـائل التواصـل الإجتماعي للترويج لنفسـه بطـريقة لا تخلو من خفة الدم، وهو يعي الكم الهائل للسـخرية التي تتناوله من خلال تعليقات القراء، ولكنـه يتجاوز ذلك مع علمه بهذه السخرية، لأن ما يهمه هو مـزيد مـن الإنتشـار».
وبحسب الزعبي فإن «الزي الغريب واللحن الغريب، والحالة السورية برمتها، دفعت بعض وسائل الإعلام الغربية للتعامل معه، بطريقة لا تخل من السطحية، ليس لأن هذا الأمر مقصود لذاته؛ بل لأن أياً من السوريين المعنيين بشؤون الفن لم يستطع أن يقدم عمله ويسوق له في الأوساط الغربية».
وفيما يخص ظاهرة سليمان الفنية إن كانت سلبية أم لا، اعتبر الزعبي «أنها لا تمثل حالة سلبية، وفي النهاية يقدم نوعا من الغناء الهابط، وهذا موجود في دول العالم كلها، فليس كل الغناء الغربي عبارة عن تحف موسيقية، هناك الرديء وهناك الجيد».
يشار إلى أن عمر سليمان لديه صفحة على موقع التواصل الإجتماعي يؤمها مئات آلاف الزوار يوميا وتشهد كثافة كبيرة في التعليقات، والتي تحمل في غالبيتها السخرية من المغني وفنه، لكن إلى جانب تلك السخرية يبدو أن سليمان والذي يبلغ من العمر 50 عاما يواصل الانتشار والإعجاب بين الشباب الأوروبي، خاصة أنه يقدم حفلاته بالزي العربي البدوي، بالتوازي مع لقاءات شبه أسبوعية مع الإعلام الأوروبي كان آخرها من محطة «بي بي سي» البريطانية، والتلفزيون الإسباني، والإذاعة البلجيكية، فيما كانت حفلته الأخيرة مطلع الشهر الجاري في العاصمة الهولندية أمستردام بعد أن قدم حفلات في ألمانيا، والنمسا، وجمهورية التشيك والسويد وغيرها.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا