انتخبت المرشحة الشعبوية فيرجينيا رادجي القيادية في “حركة النجوم الخمس” الأحد رئيسة لبلدية روما لتصبح بذلك أول امرأة في التاريخ تتبوأ رئاسة بلدية العاصمة الإيطالية، ملحقة بذلك هزيمة ساحقة بالحزب الديموقراطي بقيادة رئيس الحكومة ماتيو رينزي.
واعترف حزب رينزي بهزيمة “مرة ومؤلمة” في الانتخابات البلدية. وقال رئيس الحزب ماتيو اروفيني في مقابلة مع صحيفة لاستامبا “أنها هزيمة لنا بالتأكيد. خسارة روما وتورينو مرة ومؤلمة”.
وتفيد النتائج الجزئية شبه النهائية بعد فرز الأصوات في ثمانين بالمئة من مراكز الاقتراع، أن المحامية البالغة من العمر 37 عاما حصلت على 67,23 بالمئة من الأصوات متقدمة بفارق كبير على خصمها روبرتو غياكيتي مرشح الحزب الديموقراطي (يسار الوسط).
وقالت رادجي أمام الصحافيين أنها “لحظة تاريخية أساسية تشكل منعطفا: امرأة على رأس بلدية روما في زمن ما زالت فيه المساواة في الفرص حلما”.
وتعهدت رئيسة البلدية الشابة “بإعادة الشرعية والشفافية إلى المؤسسات بعد عشرين عاما من الإهمال وهيمنة +روما كابيتالي+” وهو اسم شبكة فساد واسعة كشفت العام 2014 في “المدينة الخالدة”. وأضافت “الآن علينا العمل هناك الكثير من المشاكل (…) أنا مستعدة لتولي الحكم”.
وخلال حملتها، بقيت رادجي متحفظة على برنامجها لإصلاح مدينة يخنقها دين تتجاوز قيمته 12 مليار يورو. لكن هناك أمراً واحداً مؤكدا هو أن ترشيح روما لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية للعام 2024 كمنافسة لباريس ولوس انجليس وبودابست، لن يكون أولوية.
والنقطة الاخرى المثيرة للقلق هي أن رادجي لم تكشف سوى عن عدد قليل من أعضاء فريقها. وهذه النقطة حاسمة لأن غياب الكوادر المؤهلة لإدارة السياسة يوميا كان من أسباب الجدل الذي أثاره أداء الحركة الشعبوية في مدن أقل اهمية مثل بارما وليفورنو.
وقال الدو المتقاعد الذي يبلغ من العمر 72 عاما بعدما صوت لحركة “النجوم الخمس” في روما إن “كل الآخرين أخفقوا ونأمل أن يتمكن هؤلاء من تحقيق النجاح”.
ويبدو أن شهر العسل بين رينزي والناخبين الإيطاليين انتهى إذ أن تحليلا للنتائج على المستوى الوطني يشير إلى أن “حركة النجوم الخمس” غائبة عن نابولي وبولونيا وميلانو، واليمين مشتت في روما لكنه موحد في ميلانو.
وحاول رئيس الحكومة لأسابيع التقليل من أهمية الاقتراع مؤكدا أن الاستفتاء على اصلاحه الدستوري المقرر في تشرين الأول/اكتوبر هو “أم كل الانتخابات” السياسية. وقد وعد بالإستقالة في حال اخفاقه.
وتأسست حركة “النجوم الخمس” عام 2009 وأصبحت ثاني أكبر حزب بحصولها على 25 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية عام 2013، وهي تحتسب خطواتها وتنسج شبكتها في الانتخابات المحلية من خلال التنديد ب”طبقة سياسية غير نظيفة”.
وقال الشاب لويجي دي مايو مساعد بيبي غريو لرئاسة الحركة والمرشح لخلافته مساء الأحد “نحن مستعدون لحكم البلاد”. وأضاف أن “الإيطاليين يعترفون بقدرتنا على الحكم. الآن في روما وتورينو وبعد ذلك كل البلاد”.
(فرانس برس)