هذه هي الحقوق القانونية التي يحصل عليها اللاجئون في أوروبا


سببت الحروب الطاحنة التي تجري رحاها بكل من سوريا والعراق في السنوات الثلاث الأخيرة في نزوح الملايين من المدنيين إلى مناطق أخرى من العالم أكثر أمانا، ما جعل قضية اللاجئين تستأثر في الفترة الأخيرة باهتمام كبير من قبل القادة السياسيين ووسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان.
تستقبل مخيمات المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا ولبنان والأردن العدد الأوفر من هؤلاء اللاجئين، بسبب القرب الجغرافي، كما استقبلت مصر والجزائر وأمريكا وكندا وأستراليا ومعظم بلدان الاتحاد الأوروبي الآلاف من اللاجئين، بينما لم يتم تسجيل أي حالة لاجئ في أي من البلدان الخليجية أو إسرائيل أو روسيا أو إيران أو منطقة آسيا.

حقوق اللاجئين وفق القانون الدولي

بشكل عام لا تلتزم أي دولة مستضيفة للاجئين السوريين والعراقيين بميثاق الأمم المتحدة لحقوق اللاجئين، باستثناء بعض دول أوروبا، وذلك بسبب محدودية اقتصاديات تلك البلدان وضعف أوضاع حقوق الإنسان بها أساسا.
undefined
عقدت اتفاقية اللاجئين سنة 1951 بعد الحرب العالمية الثانية، حين شهدت أوروبا هجرات كثيفة نتيجة تداعيات الحرب، وتم التعديل عليها سنة 1967 بعد أن ظهرت مشكلة النزوح بسبب الكوارث البيئية والحروب الأهلية في مختلف بلدان العالم، لنتعرف عليها أكثر.
  • من هو اللاجئ؟

شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة، بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب العنصر، أو الدين، أو القومية، أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة، أو إلى رأي سياسي، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف أو لا يريد أن يستظل رجلا كان أو امرأة أو طفلا بحماية ذلك البلد أو العودة إليه خشية التعرض للاضطهاد.
  • من هم الذين لا يحق لهم اللجوء؟

الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد السلام، أو جريمة حرب، أو جرائم ضد الإنسانية، أو جرائم جسيمة غير سياسية خارج بلد اللجوء.
  • ماهي حقوق اللاجئين وفق ميثاق الأمم المتحدة؟

على الدول المستضيفة للاجئين أن توفر لهم الحقوق الآتية:
– عدم إعادتهم إلى أوطانهم حتى لو انتهى التهديد فيها، إلا في الحالات القصوى.
– الحماية القانونية من الملاحقة بتهمة الدخول غير القانوني للدول المشتركة في المعاهدة.
– الحق في السكن.
– الحق في العمل.
– الحصول على التعليم
– الحصول على المساعدات العامة.
– الوصول إلى المحاكم.
– الحق في الحصول على وثائق الهوية والسفر.
تضع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السقف الأدنى الذي لا يحق لأي بلد أن يتجاوزه في استضافة اللاجئين، بقولها “يستحق اللاجئون على الأقل، نفس معايير المعاملة التي يتمتع بها غيرهم من المواطنين الأجانب في بلد معين، وفي كثير من الحالات نفس المعاملة التي يتلقاها مواطنو هذا البلد”.
  • ماهي واجبات اللاجئ في حق الدولة المستضيفة له؟

على اللاجئين أن ينصاعوا لقوانين وأنظمة بلد اللجوء الذي يقيمون فيه.
  • حقوق اللاجئين في دول أروبا

بحكم أن كل دول أوروبا أطراف مشاركة في الاتفاقية الدولية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وفي قوانين الاتحاد الأوروبي لحقوق اللاجئين، فهي ملزمة بتوفير الحقوق المنصوص عليها آنفا للاجئين، وهناك منظمات حقوقية أممية وخاصة تراقب عن كثب مدى احترام تلك البلدان لهذه القوانين.
لكن بحكم التدفق الهائل نحو أوروبا في زمن قياسي، أربك كثيرا من أعضاء الاتحاد الأوروبي في التعامل مع قضية اللاجئين لما تحتاجه من موارد مالية كافية وقوانين تفصيلية وخدمات عمومية، ولا زالت المحادثات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي جارية لتوزيع اللاجئين وفق نظام الحصص، ولسن الآليات الكفيلة لاستيعاب الكم الهائل من اللاجئين، بغية “التكيف مع هذه المحنة التي تجتازها اوروبا” كما عبرت المستشارة الألمانية ميركل.
معظم اللاجئين المتوافدين على أوروبا من السوريين والعراقيين، ولكن هناك أيضا مهاجرين من أفغانستان وباكستان والألبان وكوسوفو وإريتيريا ودول إفريقية أخرى.
في الآتي نذكر أفضل دول ثلاث مستضيفة للاجئين من حيث الحقوق التي تقدمها لهم، ليس فقط في أوروبا وإنما في كل العالم:

السويد

تعتبر السويد أكبر دولة في أوروبا استقبلت نسبة من اللاجئين بالمقارنة مع تعداد سكانها.
شاهد كيف يتم اللجوء في السويد
السكن: تعرض السويد مسكنا مفروشا للاجئ منذ أن يقدم طلب اللجوء وبعد قبوله، وتتحمل الدولة نفقات السكن ما دام يحتاجه اللاجئ ولا يملك مالا. بعد الحصول على قبول طلب اللجوء تمنحه الإقامة بالبلد لمدة خمس سنوات دائمة، وبعدها يمكن التقدم بطلب الجنسية.
المعونات المالية: يستلم اللاجئ في السويد بعد تقدمه بطلب المعونة مبلغا شهريا، بين 120 دولار و300 دولار مع الطعام المجاني، وبعد الموافقة على إقامته بالبلد يستلم شهريا 1000 دولار للشخص البالغ، و250 دولار للطفل. وهناك تعويضات إضافية بالنسبة للأرامل والحالات الخاصة.
الخدمات الصحية: يحق للاجئ حتى قبل البث في قرار طلبه الرعاية الطبية في حالة الطوارئ، كما يمكنه إجراء فحوصات وخدمات الولادة واستشارات الحمل بالنسبة للنساء مجانية في حال تقدم بطلب عجزه عند سداد المصاريف أو بتخفيضات. لكن بعد حصوله على الإقامة سيحصل على الخدمات الصحية كباقي المواطنين السويديين.
العمل: يحق لك التقدم للعمل في السويد منذ وضع طلب اللجوء بمصلحة الهجرة.
التعليم: توفر السويد مجانا الخدمات التعليمية المدرسية والجامعية وفرص التدريب للاجئين بمجرد الاعتراف بهم.
يمكن للاجئين في السويد أن يحظوا بلم الشمل مع عائلاتهم في ظرف لا يتعدى سنة بعد حصوله على الإقامة.

ألمانيا

الدولة الأوروبية التي أثارت إعجاب العالم باستضافتها مئات الألوف من اللاجئين في أسابيع معدودة، وما زالت الأعداد الهائلة من النازحين تصل حدودها.
استقبال اللاجئين في ميونيخ
السكن: تستضيف ألمانيا اللاجئين في مراكز الاستقبال المكتظة بمجرد أن تطأ أقدامهم أرضها، بعد قبول طلبات اللجوء يتم توزيعهم على الولايات الألمانية المختلفة حيث يحظون بمسكن خاص لكل منهم. في التعديل الأخير للقانون الألماني الخاص باللجوء سمح للاجئين المعترف بهم بإقامة دائمة بعد أن كانوا يحظون بثلاث سنوات فقط.
المعونات المالية: تقدم ألمانيا 300 يورو للاجئ شهريا، وبمجرد حصوله على قبول اللجوء بعد بضعة أسابيع، تمنحه الدولة 400 يورو شهريا، وتدفع له الدولة أيضا نقود أثاث البيت.
الخدمات الصحية: أثناء فترة البث في اللجوء لا يحق للاجئ التمتع بالخدمات الصحية سوى في الحالات الطارئة، وبعد الموافقة على طلبه يحصل على بطاقة طبية تمكنه من ولوج الخدمات الصحية كباقي المواطنين الألمان بحيث تعوضه الدولة مصاريف الدواء والفحوصات، كما يمكنه الحصول على الخدمات والاستشارات النفسية بعد الاعترف به كلاجئ.
التعليم: الخدمات التعليمية المدرسية والجامعية متاحة للاجئين معظمها مجان والبعض الاخر بثمن رخيص، كما يحظون بفرص لتعلم اللغة الألمانية بالمجان على نفقة الدولة.
العمل: يمنع اللاجئ في ألمانيا من العمل في الثلاث الشهور الأولى، لكن بعد ذلك يسمح له بالبحث عن عمل لدى الوكالات المخصصة، كما يحق له أن يحظى بفرص تدريبية.

النرويج

استقبلت النرويج ما يقارب 8000 لاجئ حتى الآن، حيث موقعها الجغرافي البعيد والبارد جدا جعلها وجهة أخيرة للنازحين، لكنها تقدم خدمات ممتازة للاجئين.
السكن: يحظى اللاجئون بالنرويج بالسكن والطعام منذ أن تطأ أقدامهم حدود البلاد، ويحصلون على إقامة لمدة ثلاث سنوات حتى خمسة قبل أن يجدد إقامته، وتسمح لهم بلم الشمل بعد تسعة أشهر من قبول الإقامة.
المعونات المالية: يحصل اللاجئ شهريا بعد حصوله على الإقامة على 1400 دولار، وقبل ذلك 500 دولار شهريا.
التعليم: يحظى بدورات تعليمية مجانية للغة الإنجليزية، كما يستطيع ولوج المؤسسات التعليمية خلال إقامته.
العمل: يحتاج اللاجئون كفاءات معتبرة لشغل فرص عمل في السويد، لكن بالمقابل تكون الأجور ضخمة للغاية.
و هناك أيضا دول أوروبية تقدم خدمات مماثلة تقريبا مثل هولندا والدانمارك، وباقي البلدان الأوروبية تقدم خدمات أقل بتفاوتات للاجئين، وتطالب المنظمات الحقوقية والتابعة للأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي باستيعاب كل اللاجئين ومنحهم حقوقهم القانونية.
أما بالنسبة لتركيا والبلدان العربية التي استضافت اللاجئين السوريين فإن مستوى حقوق اللاجئين ضعيف للغاية، وتفتقد لأدنى شروط القانون الدولي لحقوق اللاجئين، بالرغم من مجهودات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإعالة النازحين بالمخيمات التابعة لها في كل من تركيا والأردن ولبنان.
قادت المزايا الاستثنائية التي تقدمها بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا والسويد وهولندا، إلى تفضيل الكثير من السوريين والعراقيين الهجرة إليها، بما في ذلك البعض من الذين تمت استضافتهم أصلا في لبنان وتركيا والأردن ومصر، ويروج الحديث في تقارير إعلامية ميدانية عن استغلال عدد من مواطني بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط هذه الأزمة للهجرة نحو أوروبا، وذلك عبر الاستعانة بشبكات التهريب وتزوير الجنسية المنتشرة بتركيا.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا